الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 66 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


كل المفاتيح اللي انت عايزاها 
تفاجأت بطفلها الذي تملص منها ليرتمي نحو الاخر والذي تلقفه بين ذراعيه يضمه إليه باشتياق شديد وعاطفة لا يعلم لها مسمى اجتاحتحه من الداخل لقد شعر من البداية بوجود رابطة ما تجمعه بهذا الصغير ولكنه تأكد الان من قوتها 
طبع على وجنته بصوت عالي ليدور بينهم حديث سريع أمام والدته التي وقفت كالمتفرجة تشاهد هذا التناغم بين طفلها الذي تعلقت ذراعيه بهذا الرجل وكأنه يعرفه منذ زمن يتفاعل مع غمرته القوية له والاخر غير ابها بنظرات رجاله المنصبة نحوه 

هتفضل واجفة كدة مكانك يا نادية ما تتحركي يا بت عمي 
اجفلها من شرودها بقوله قبل أن يتحرك يسبقها مستطردا
ياللا بينا يا جماعة هنخش نشرب شاي الأول 
نشرب فين احنا مش داخلين ع الاستراحة
قاطعته تشير بذقنها نحو الأخيرة في الجهة الأخرى فجاء رده بدماثة يخاطبها وعينيه انتقلت نحو والدتها وشقيقها
يا ستي حاضر بس يعني يرضيك تاجي لحد هنا ومتسلميش على ستك الحاجة فاطنة ولا روح بت عمك دول جاعدين على ڼار مستنينك من امبارح ولا انتو رأيكم ايه يا جماعة
على الفور ردت جليلة بعفويتها المعتادة
وه كيف دا يا ولدي دا الحجة فاطنة هي والست روح على راسنا من فوج ودا برضوا كلام ياللا يا نادية دا الاتنين وحشوني جوي 
قالتها وتحركت نحو مدخل المنزل على الفور يتبعها ابنها عزب 
اضطرت هي الأخرى أن تتحرك لتلحق بهما وقد توقف هو مسلطا انظاره عليها وكأنه ينتظرها حتى إذا خطت جواره تتخطاه وصل لأسماعها ما جعلها تتوقف مبهوته للحظات
نورتي بيتك 
ومن شرفتها في الأعلى
وقفت محلها تشاهد بغيظ يفتك بها لا تصدق أنه نفذ وعده وفعلها هذا الرجل يتفنن في تحديها وكأنه يختبر صبرها غير ابها بڠضبها ولا حتى النيران تسري بأوردتها الان وقد أغلق فمها بتهدايداته 
مساء الأمس 
انتفضت من أمام مراتها لتلتفت اليه بأعين مشټعلة ترفض تصديق ما التقطته أسماعها
هي مين اللي هتيجي من بكرة وتنور الاستراحة إنت بتتكلم جد يا غازي
طالعها بنظرة مستخفة ساخرة قبل أن يجلس على طرف تخته يجيبها ببساطة وبيده يخلع عنه حذاء قدميه
اهزر! لا يا ست فتنة انا معنديش وجت اهزر والله بس نعيد من تاني 
توقف يردف الكلمات بتمهل مقصود
بت عمك هريدي نادية الدهشان من بكرة يا غالية هتنور استراحة جدك الدهشان الكبير يعني يا ست الكل تنزلي دلوك تشرفي ع الخدم اللي بينضفوا 
هي مين اللي تنضف
صړخت بها مقاطعة وقد استعادت وعيها وتأكدت الان جيدا مما سمعته لتتابع صائحة بوجهه وقد فقدت زمام سيطرتها على لسانها الذي تحرر فاقدا لكل درجات الحكمة والتعقل
بجى انا فتنة انزل على يد الخدم واشرف على راحة المحروسة طب هي إيه اللي جايبها من أساسه بيت ابوها ۏجع مثلا ولا مش لاجية حتة تلمها بعد ما اترمت من الناس اللي كانت متجوزة ولدهم 
قطعت هذيان كلماتها وقد باغتها ولأول مرة تمتد يده عليها ليقبض على ذراعها ولفه لخلف ظهرها يردف بفحيح قرب أذنها وصوت أنفاسه الهادرة ټحرقها
لتاني مرة بتجلي أدبك وتغلطي في واحدة المفروض انها بت عمك اللي عايز اعرفه بجى ايه سر الكره في جلبك ناحيتها هي مش برضوا كانت صاحبتك في المدرسة كرهاها ليه يا فتنة
صعقټ مذهولة لفعلته حتى غلب الألم كبريائها لترد بصوت باكي
انت بتمد يدك عليا يا غازي حصلت تمد وتهيني عشان واحدة زي دي
الله ېخرب بيتك 
تمتم بها يزيد بالضغط بقبضتة على ساعدها ليزيدها ألما فهي بالفعل تتعمد اخراج شياطينه حتى أنه تعوذ بداخله منها يتابع بعدها بتحذير
انا فاض بيا منك لمي لسانك الزفر ده صبري جرب ينفد منك يا بت سعيد لمي شياطينك عني 
دفعها لتسقط على التخت حتى لا يؤذي نفسه بأذيتها لقد كان على وشك كسر ذراعها الذي تدلكه فهتف بها معنفا
يعني حتى مبتدنيش فرصة افهمك لاجل ما تعرفي بالظرف اللي اضطرنا نجيبها هنا في حمايتنا بعد اللي حصل النهاردة لولدها ولا اللي بيحصل في بيت جوزها الله يرحمه دماغك دي فيها ايه نفسي افهمك ليه مصرة متسمعيش ولا تفكري غير في نفسك وبس
تجاهلت الرد عن إجابة السؤال او المقصود من مغزى حديثه لتعتدل جالسة بجذعها تريد كسب استعطافه بادعاء الضعف
كدة برضوا يا غازي هونت عليك تهني وتضربني دا انت في
حياتك ما عملتها مكنش العشم يا واد عمي 
وزادت بنشيج بكاءها علها توثر فيه لكنه قابل تمثيلها بنظرة كاشفة ووجه جامد يردف مشددا
بلاش الدور ده يا فتنة مش لايج عليكي 
توقفت تطالع هيئته الغاضبة ليميل بجسده نحوها يزجرها پعنف
لو فاكرة ان دي هتبجى الأخيرة تبجي واهمة حالك انا خلاص جيبت اخري منك ومن هنا ورايح مفيش غير اوامر لحد ما تتعدلي 
رفع سبابته يردف متوعدا
بت عمك هتيجي هنا من بكرة هتجعد ضيفة معززة مكرمة من غير تحديد لأي
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 181 صفحات