الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 75 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


دول زينة الدنيا كلها 
اسبل اهدابه عنهما قليلا بصمت قطعه بعد لحظات موجها قوله لهما
طب انا ليا عشم عندكم يا خالة بصراحة بجى انا نفسي ادخل بمعتز خليه يشوف منظر النيل دا في الناحية الورانية من المحل دا حاجة كدة حلو جوي خلوا الواد يشم هوا بدل الحبسة
دلف الى منزله عائدا من دوام عمله بوجوم آثار ريبة زوجته والتي توقفت تطالعه حتى سقط ليجلس على اريكته الخشبية يتلاعب بشعر ذقنه بشرود واضح جعلها تقترب لتحتل مقعدها جواره وتسأله بفضول

مالك يا اخوي داخل كدة ومش داري بالدنيا ايه اللي شاغل بالك
التف إليها يزفر بأنفاس متحشرجة قبل أن يجيبها
ابويا فاج يا شربات كل اللي يشوفني من ساعة ما نزلت من العربية يبشرني بالخبر المهم 
امتعضت ملامحها لترفع طرف شفتها بتهكم صريح 
دا على اساس يعني ان احنا هنتنططوا من الفرحة بفوجته ناس فاضية بالها 
رمقها بنظرة غامضة لم تفممها حتى تسائلت بتوجس
اوعى تكون زعلان على فوجته لا يا حبيبي اطمن انا سألت وعرفت ابوك ملوش جومة منها تاني ايام معدودة حتى بعد ما فاج دلوك 
زاد غموضه وقد اعتدل مواجها لها بجذعه
وانتي مين جالك اني زعلان على فوجته ولا خاېف لا يبلط فيها
أمال ايه
صدر استفسارها وقد ازدادت حيرتها من جموده قبل أن يصعقها بقوله 
هو شكله صح بيودع بس طالب يشوفني 
وعلى عكس المتوقع اشرق وجهها وتراقصت الأطماع برأسها لتردف له على الفور تبتغي اقناعه
طب ومستني ايه اطلع على طول يا فايز روح شوفه يمكن يكون ربنا هداه وحس بغلطه جايز يصالحك جبل ما يسيب الدنيا ويفارجنا 
هذه المرة توقف صامتا يطالعها للحظات مرت عليها ببطئ شديد تنتظر الرد منه قبل ان يصعقها بقوله
بس انا مش عايز يا شربات عشان عارف نظرته ليا هتبجى ازاي اخاڤ ليتهمني پتهمة انا بريء منها اخاڤ اخد غضبه على شيء ملياش يد فيه 
ابتلعت ريقها وقد فهمت مقصده لتقترب منه وتربت بيدها على ذراعه بدعم ولكن الشغف بالمال جعلها تحاول بسياستها معه
مدام عارف نفسك زين يا اخوي ميهمكش حتى لو كان يعني ما هو اللي ظلمك الاول لما حرمك من حجك في البيت انت مينفعش تجعد وتستنى أكتر من كدة دي حتى تبجى عيية في حجك دي الناس اللي راحة جاية ع المستشفى اللي هو فيها من ساعة ما اتشاع الخبر انه فاج يبجى انت اللي هتجعد عشان يسألوا ولده فين
اعتلي ثغره ابتسامة مستخفة معقبا على قوله
لا اطمني يا اختي محدش هيسأل هو في حد طايجني فيها العيلة المخروبة دي عشان يسأل ولا يطمن عليا
عوجت شفتيها على جانب واحد تكظم غيظها من سلبيته المفرطة في التحرك نحو شيء تظن فيه المصلحة حتى تسائلت بيأس
طب وبعدين يعني انت دلوك قررت ايه هتروح تشوفه ولا هتجعد
دارت عينيها في الأجواء الهادئة حولها مشهد النيل من خلف الحاجز الزجاجي الرقي المبالغ فيه لهذا المكان الذي لأول مرة تطئه بقدميها لا تصدق أنها استجابت لإلحاحه كيف لها ان تطيع والدتها وتترجل معهما لماذا أتى من الأصل معهما
أنا عايزة امشي ياما 
هتفت بها تجفل جليلة من شرودها هي الأخرى مستنكرة هذا الأنبهار الذي يعلو قسماتها والتي قطبت حبينها تسألها باستغراب
بسم الله الرحمن الرحيم تمشي فين يا بتي والراجل لسة مجاش بالواد اساسا
احتدت نبرتها في الرد عليها
ما هو انتي السبب ياما مكانش لازم توافجي ابدا على النزلة هنا ولا كنا رضينا بأنه ياخد الواد يفرجه ع المكان هو احنا جاين في ايه ولا ايه بس
حاولت
المرأة امتصاص ڠضبها تخاطبها بمهادنة ولهجة هادئة
يا بتي ما يبجاش عجلك متربس هو احنا عرضنا عليه من الاساس ولا جولنا ما انتي شوفتي بنفسك الراجل هو اللي مكلف نفسه ورابط حاله معانا دا كفاية نزلته المحافظة والمشوار اللي واخده معانا من الصبح انا استحيت يا بتي اكسفه ولا اجوله سيب الواد تيجي كيف دي بس
ع الاجل كنا جعدنا نستناه في العربية ياما مالنا احنا بالمسخرة دي واماكن الناس الغنية دي 
تمتمت بها تتابع بضجر لتلتف برأسها للأمام وكأنها تحدث نفسها
انا جولت اجعد في بيتي احسن لا اطلع ولا اخش هو انا ناجصة كلام ولا حديت
مساء الخير يا فندم 
القت الفتاة النادلة بالتحية الروتينية قبل أن تفاجئ الاثنان بعدد من الكاسات امتلأت على اخرها بقطع الفاكهة التي امتزجت مع الأطعمة المختلفة حتى بدت كلوحة فنيه تغري كل من يراها 
لكن وفي ظل انبهار جليلة هتفت هي بالفتاة توقفها قبل أن تتحرك
إيه اللي انتي جايباه ده احنا مطلبناش الحاجات دي 
بس البيه طلب 
رددت بها الفتاة تشير بذقنها نحوه وقد كان اتيا بصحبة معتز تسمرت هي لعدة لحظات ترمق صغيرها الذي كان يمرح بيد المذكور ممسكا بيده عدد من البالونات الطائرة وأشكال العاب مختلفة حتى اذا وصل إليهما ارتفعت رأسها اليه
 

74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 181 صفحات