الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 78 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


هناك 
ضمت اليها طفلها بقلب ملتاع لصراخه المټألم تدلك على ظهر كفه والرسغ حتى المرفق وقد تشكلت علامة حمراء كخط كبير على الجلد الناعم بعد تلقية ضړبة قوية بأحد أعواد الملوخية القاسېة 
كدة برضوا يا شروق دي عاملة تعمليها اروح انده لابوكي دلوك يأدبك عليها دي 
صاحت بها روح موبخة نحو ابنة شقيقها المتسببة في هذا الأمر للطفل الذي ما زال ېصرخ پألم رغم التدليك المتواصل وغسلها بالماء البارد حتى تخفف عنه 

اعترضت الطفلة المتمردة بوجهها
ما هو اللي زجني عايزانى اسكتله
زجرتها مستنكرة فعلها بلهجة أشد هذه المرة حتى ترتدع هذه الشبيهة بوالدتها
بس يا بت دا انتي أكبر منه وعيب عليكي تردي عليا اصلا اقسم بالله لو ما اعتذرتي لاروح اجول ابوكي وهو يعرف شغله معاكي يا زفتة انتي 
ما خلاص يا روح 
هتفت فتنة وهي تتقدم نوحهن اتية من المخرج الخلفي لتتابع بصوت مشتد
جالتلك الواد زجني يعني شغل عيال وخلصنا على كدة هندخله ليه الكبار كمان فضيها بجى 
رددت خلفها باستهجان ترفض التدخل منها في أمر كهذا
افضها كيف البت لازم تتعلم عشان ما تعيدهاش تاني جملي انتي نفسك اللحضة دي بتك مش هتخس لما تعتذر 
بإصرار أشد نقلت بأنظارها نحو التي ما زالت تهون عن طفلها موجهة الحديث لها
انا شايفة إنه موضوع ما يستحجش ولا ايه رأيك يا نادية ما هي كل العيال بټضرب وټضرب 
طالعتها بقوة تنهض مستقيمة تواجهها بصوت مهتز من فرط انفعالها
فعلا كل العيال بټضرب وټضرب بس انا ولدي صغير وحتى لو كبير مش هيقدر يسد ضړبتها عشان هو ضيف والضيف عمره ما يتجرأ على صاحب البيت 
بس ولدك صاحب بيت 
صدح الصوت الجهوري يلفت أنظار الجميع اليه ليتوقف أمامهم بهيئة مرعبة ألجمت الألسنة عن التفوه ببنت شفاه متتابعا بتشديد على كل حرف
انتي ولا ولدك مش ضيوف في بيتك جدك الدهشان انتي وولدك أصحاب بيت ليكم زي اللي لينا بالظبط ودا مش بالكلام لا دا بالفعل 
قالها قبل أن يدنو من ابنته التي التصقت بوالدتها تبتغي منها الدعم ليخاطبها بلهجة هادئة حازمة صارمة
هتتجدمي من واد عمك فوج راسه وتصالحيه فاهمة
اومأت الصغيرة على الفور بموافقة بدون تردد حتى اقتربت من نادية التي كانت تحمله بيدها ولكن الأخيرة ابت بلهجة مکسورة انغرز نصلها بوسط قلبه
لا خلاص مفيش داعي اساسا انا 
قطعت مجفلة پصدمة حينما وجدت يدها فارغة بعدما خطڤ منها ابنها بحركة سريعة ليقربه من الصغيرة التي قبلته فوق رأسه ووجنتيه على الفور تردف بالاعتذار قبل أن يباغتها بأمره
أدبا ليكي هتطلعي فوج تلعبي لوحدك في أؤضتك ولو اتكرر ضړبك تاني هضربك انا بداله اطلعي ياللا 
بصيحته الأخيرة انتفضت تركض من امامهم بفزع منه ومن عقابه حتى صړخت بوجهه زوجته باستنكار
خبر ايه حصل ايه لدا كله 
اخرسي 
خرجت منه ليزجرها بعنين مخيفة يوقفها قبل أن تتمادى وبصوت خاڤت محذر
اطلعي على شجتك يا فتنة 
اطلعي شجتك بجولك لا ميحصلش طيب معاكي 
تابع مرددا الأخيرة بصوت أشد ووعيد عينيه يشتعل من قلب الچحيم حتى جعلها تتقهقهر مجبرة تنصاع لأمره وقد بدا انه على حافة الفتك بها بغضبه الغير مبرر من وجهة نظرها غير مبالي بالتقليل منها أمام النساء 
بحرج شديد خرج صوت نادية وعينيها نحو طفلها الذي ما زال محمولا على ساعده 
مكانش له لزوم لكل اللي حصل هو كان لعب عيال صح زي ما جالت تعالى يا حبيبي 
وجهت الأخيرة نحو صغيرها الذي ابعده هو على الفور من أمامها يرد بلهجة حازمة 
الواد هيجعد معايا شوية عايز اصالحه سبيه 
قالها وتحرك ذاهبا
به من امامها وامام شقيقته التي هونت عليها بابتسامة مطمئنة
يا ساتر يا رب دا أكيد نكد بعد الضحك الكتير بسببك يا أم أيمن امسكي لسانك ده شوية يا مرة 
تفوهت بها إحدى النساء لتعيدهم للأجواء السابقة وكالعادة لم تسلم من رد وقح من ام أيمن جعل الضحكات تصدح من جديد حتى استجابت على غير ارادتها للضحك مرة أخرى معهم 
بداخل مطبخها وقد استمعت لصوت بناتها المهلل بعودة اباهم من الخارج جففت يدها من جلي الأطباق حتى تخرج إليه مسرعة كي تسأله عما حدث في زيارته لإبيه
عملت إيه يا فايز
هتفت بها بلهفة فور أن خرجت الى صالة المنزل ولكنها لم تجد أمامها سوى بناتها الاتي كنا جالستين امام التلفاز
أبوكم فين يا بت انا سمعاكم بتكلموه 
ابويا دخل على طول ومعبرناش ياما 
أجابت بها اصغر أبناءها رغد لتضيف على قولها شقيقتها الأكبر إسراء
أيوة ياما دا حتى راح على اؤضته على طول 
راح على اؤضته على طول 
غمغمت تردد بها وهي ترتد بأقدامها لتغير اتجاهاها نحو الغرفة
فايز انت جاعد كدة بتعمل ايه 
توقفت الكلمات على فمها بعدما انتبهت على هذا الوجوم الذي يعتلي قسماته ونظرة غريبة رمقها بها قبل ان يعود لشروده نحو
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 181 صفحات