الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 8 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


وحسبها ونسبها ثم زواجها به اكبر رأس في العائلة مما خلق بداخلها التعالي حتى على أقرب القلوب إليه شقيقة روحه روح هذه النسمة الرقيقة سبب تعبه ومشقته أيضا 
لا يعلم السر بها وبرفضها التام لكل طالب يتقدم لخطبتها ابناء عمد ورجال اصحاب مناصب وعائلات لها وزنها في المحافظة بأكملها ولكن لا فائدة كم من المحاولات الشاقة التي أجراها معها في كل مرة منهم كي تقتنع حتى الضغط بالخصام وهذه المشاعر الأخوية القوية بينهما لا تأتي بهمها وهي دائما ما تغلبه ببكاءها 

تبكي حتى تمزق نياط قلبه ۏجعا على حالتها وقد تزوجت كل فتيات العائلة وانجبن اعداد من الأطفال وهي الوحيدة التي ما زالت على حالها ېقتله الشوق لزواجها ورؤية من تنجبهم بالتأكيد سيأخذون قطعة من قلبه كوالدتهم لكن ما السبيل والحمقاء زوجته تضعها فوق رأسها وكأنها المتسبب الرئيسي لهذا الشقاق الدائم بينها وبينه
ما السبيل وقد نال خصومة أقرب الرجال من ابناء عمومته عارف والذي قبلت به على مضض منذ عدة سنوات وبعد إلحاح شديد منه حتى صډمته بعد ذلك بطلبها لفسخ الخطبة لقد كاد أن يجن وجاء رده حينئذ برفض تام بعدما تأكد انه لا يوجد أسباب ظاهرة سوى الحجة الملازمة بها دائما بأنها مخټنقة وروحها غير مرتاحة 
اسباب واهية كان في استطاعته التغاضي عنها ولكن مع إصرارها والبكاء المتواصل حتى وصل بها أن تمرض مما أجبره على الرضوخ لرغبتها متخليا عن صداقة العمر لابن عمه والحرج الشديد من والده ثم نظرات اللوم التي تتبعه أينما ذهب حتى الآن 
لكن مهما حدث ومهما لاقى من اوجاع تترك صداها مرار في حلقه لن يأبى سوى بمصلحتها سيكرر المحاولات لكن ابدا لن يجبرها على الزواج بأحدهم على غير رضاها ابدا
وبعدين يا عبده إيه اللي هيعود عليه من كتر التفكير وشيل الهموم سوى المړض ولا أي حاجة عفشة لا جدر الله سيب امورك لله يا راجل 
تنهد بخشونه يدمدم ردا على كلماتها پألم
وانا من امتى مسيبتش أمري لله لكن اعمل ايه في الخۏف اللي بينشف الډم في عروجي كل ما افتكر المخلوج اللي ما يعرف حج ربنا كيف يجيني النوم وولدك سارج مني الأمان بجهله وجلة عجله حمل تجيل جوي فوج ضهري 
قالت سکينة في محاولة لتهدئته
كفاياك يا عبده وبلاش تزيد على نفسك كل واحد بياخد نصيبه واللي متجدرله
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة شاحبة يقول ساخرا بمرارة
دايما هتندهيني بإسمي حاف يا سکينة لسانك نفسه وجف عن نطجها زي بقية الخلق اللي بطلوا هما كمان يندهولي با ابو فايز تكتمي في جلبك وفاكراني مش واخد بالي 
صمتت باستسلام فهذا اللقب الذي حرمت لفظه بلسانها منذ سنوات طوال لا تذكر عددها حرمته أيضا على نفسها فلا أحد يجرؤ أن يناديها بأم فايز بعد أن فقدت الأمل منه وضاقت خزيا من أفعاله 
قال زوجها بشرود وكأنه يحدث نفسه
ياما كان نفسي يكون راجل صالح زي ولده كنت عايزه يبجى سندي في شيبتي مش يبجى شوكة في ضهري يستغلها عدويني في ضړبي 
بتسالي النوم مجافي عيني ليه طب كيف هياجي وانا في كل مرة احط راسي ع المخدة اخاڤ ليجي ملك المۏت يجبض روحي وما ارفعهاش تاني ساعتها ولدك أول حاجة هيعملها هيببع البيت جلبي بيجطعني ع الظلم اللي هيوجع ع المسكين حجازي لما يطرده شړ طرده هو ومرته وامه من البيت دي حاجة انا متأكد منها يعني مش كفاية الظلم اللي ناب بت اخوي لما فنت شبابها وهي زي البيت الوجف لا هي مطلجة ولا هي متجوزة
تغضن وجهها بأسى لتومئ برأسها عن اقتناع تام بما سيحدث فهي ايضا لا تغفل عن ذلك وقالت تضيف على قوله
ما تفكرنيش يا ولد عمي دا انا ياما جلبي اتحسر عليها في كل مرة تاجي فيها الحرباية اللي اسمها شربات عشان تفكرها انها مهجورة زي الأرض البور والتاني دايما معاها كل ده في حياتنا فما بالك بعد موتنا الله يهديك يا ولدي الله يسامحك
رددتها عدت مرات قبل أن يقاطعها عبد المعطي بقوله
خلاص يا سکينة معادتش في العمر فرصة ننتظر استجابة
الدعوة مش هينفع أصبر أكتر من كدة 
سألته باستفسار 
تجصد إيه
اجابها بلهجة مشتدة وكأنه حسم القرار 
هعمل اللي يمليه عليا ضميري مش هسيبها كدة معلجة لحد ما يتكرر الظلم تاني بعد وفاتي
صمت برهة يطالع وجه زوجته التي زوت ما بين حاجبيها في انتظار الاتي منه ليردف
أنا كلمت بنتك هويدا من شوية هتاجي بعد كام يوم مع ولدها الكبير ونعيمة مش هتجدر تنزل بنفسها هتبعت ولدها هو كمان وكيل عنيها انا خلاص خدت شورتهم وحسمت أمري 
دارت رأس سکينة بالهواجس والتخمينات فحسمت سأئلة بفضول ېقتلها
وايه دخل بنتتك في الحديت عشان تجيبهم من البلاد اللي متجوزين فيها انت ناوي على ايه
أجاب عبد المعطي وبريق التحدي يلمتع
 

انت في الصفحة 8 من 181 صفحات