الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 90 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


قد تمكن من كسرها ولم يكن يعلم انها اتخذت من غيابه عنها سورا لتحصن نفسها منه لقد صدقت حينما قالت انه كان ېحترق في البعد أكثر منها ليته غلب الحكمة على عنده ولو مرة واحدة حتى لا يخسر الكثير بخسرانها
فرسة يا سليمة فرسة 
دمدم بها ليكركر في شيشته بقوة وعقله يعود لشروده
هي فين

بادرها بالسؤال فور أن وصل إليه بعد القاءه التحية على عجالة وقد احتلت مقعدها اليوم وعلى غير العادة اسفل المظلة في الحديقة وقد ملت الانتظار من شرفتها حتى قارب اليوم على الانتهاء وهذه الملعۏنة تتصرف بطبيعية داخل المنزل ولم تخرج حتى الان
للقاء المحبوب العائد من السفر ولكنها مصرة على ارضاء فضولها في كشفها 
تبسمت رغم حنقها من لهفة شقيقها المكشوفة أمامها لتجيبه بمراوغة
مستعجل جوي عشان تكلمها ما تصبر شوية على ما اروح اجيسلك انا نبضها 
رد بابتسامة لا تخلو من السخرية
انتي يا فتنة اللي هتجسي نبضها كمان لا يا حبيبتي احنا شايلنك للكبيرة ياللا بسرعة ريحي جلبي بجى ودليني على مكانها 
التوى ثغرها لتجيبه بإشارة من يدها نحو الخلف قائلة
جاعدة مع المحروس ولدها اصله بيلعب من المهر الصغير الباشا الكبير جوز اختك عودوا عليه شوفت الخيبة اللي انا فيها 
اربت بكفه على كتفها بمهادنة وهو يتحرك ويتركها
معلش يا بت ابوي بكرة اخلصك من الاتنين خالص بس انتي ادعيلي 
راقبته بعيناها وهو يعدو بخطواته السريعة لتغمغم بسخط 
عمال تجري كدة يا خوي ع المحروسة ولا اكنك شوفت حريم جبل كدة جال ويجولي ادعيلي كمان عيل فجري بس هي محظوظة بت ال متجعش غير وهي واجفة بختها ڼار مع الرجالة 
مستندة على جدار أحدى الحظائر تراقب صغيرها الذي كان يطعم المهر الصغير ويداعبه دون خوف أو تردد وقد اعتاد الاثنان على بعضها بفضل غازي لا تنكر ان لهذا الرجل افضال عليها مهمها عددتها لن تحصيها يكفي نعمة الأمان فهذه وحدها تغني عن أي شيء 
مسالخير يا أم معتز 
الټفت اليه مجفلة وابصارها تذهب للخلف وما حوله تتوقع قدوم أحد ما معه لتجيب التحية باستغراب لم يخفى عليه
مساء الخير 
واصل تقدمه حتى أصبح مقابلها تماما مما زاد من اندهاشها ليكمل بابتسامة استهجنتها مع هذا الأسلوب الناعم في الحديث معها
عاملة ايه النهاردة انا شايفك زينة ما شاء الله والضحكة منورة وشك ينعل ابو الحزن 
ابتعلت لتومئ برأسها على مضض مردفة وهي تعتدل بجسدها لتتحرك من أمامه
حمد لله على كل حال 
استني هنا يا نادية هو انا معرفش اتكلم معاكي واصل 
برقت عينيها امامه تحدجه پغضب بأن يتصدره أمامها ليمنع عنها التقدم ف استطرد مبررا
معلش اعذريني بجى ما هو انا بصراحة فاض بيا ونفسي بجى تديني فرصة واحدة بس وتسمعيني 
باحتقان ملأ جوفها
اسمعك ليه ايه اللي يخليني اسمع انا واحدة جوزها مېت ومش مكمل الست أشهر وحتى لو عدى على فراجه بالسنين برضو لا عايز اتجوز ولا اتزفت اصلا عن اذنك 
وكأنه لم يسمع واصل بإصرار تعجبت له مانعا عنها الحركة بتصدره أمامها
لا يا نادية لازم تسمعي عشان انا الكلام ده كان لازم اجولوهولك من زمان انا واد عمك وكنت أولى بيكي من ولد الدهشوري انا اللي رايدك من زمان ومفيش مرة ملت عيني غيرك لو على الحزن ع المرحوم انا ممكن اجدر واستنى تاني بس لازم تعرفي ان ملكيش غيري انا هعيشك برنسيسة وولدك هيبجى ولدي مش هخليكي تضطري لحماية حد عشان هتبجي في حمايتي فكري يا نادية ومتغلبيش راسك الناشفة 
توقف يتأمل ملامحها المزعورة وسكوتها أمامه غير مصدقا لهذا القرب بينها وبينه في هذا المكان الكبير الخالي إلا منهما وجهها المقابل له وقد مثل له الفتنة بحد ذاتها شيطان رأسه يدعوه لفعل ما يتوق إليه منذ أن كبرت أمامه وأصبحت كثمرة ناضجة ترواده لقطفها وتذوقها قبل ان يخطفها ابن الدهشوري وينول ما كان حق له 
لم ينتبه لارتجافها ولا لنظرة البغض التي كانت تطل من عينيها فقد نزلت ابصاره على شفتيها التي كانت ترتعش أمامه بانفراج وكأنها ترحب به وأنفاسها تعلو وتهبط بانفعال كاد أن يصيبه الجنون ذهب عقله وضعفت مقاومته ليدنو منها بذهن مغيب لم يستفيق إلا على صفعه مدوية بكفها على الجهة اليمنى من وجهه قبل ان تدفعه بقبضتيها وتتخطاه پعنف ترفع صغيرها وتعدو ذاهبة بخطوات تحفر الأرض بڠضبها 
شعر بالخزي يمرر كفه على موضع اللطمة وعينيه يرفعها للنظر في الأنحاء حوله خشية أن يكون انتبه لفعلته شخصا ما ثم ما لبث ان يعدل الشال الصوفي حول رقبته ليغادر بعدها كاللص الذي يبتعد بسرعة عن مكان جريمته يتلفت يمينا ويسارا حتى أنه تجنب التطلع إلى شقيقته التي شكت في الأمر بعد أن سبقته الأخرى بركضها لداخل المنزل الكبير بوجه ممتقع 
مطت شفتيها لتدمدم بتوتر
ېخرب مطنك يا ناجي
شكلك كدة طينت
 

89  90  91 

انت في الصفحة 90 من 181 صفحات