الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

انت في الصفحة 89 من 181 صفحات

موقع أيام نيوز


انها ربما تكن إحدى بنات شقيقاته الاتي كبرن في غيابه عنهن
انتي بت مين
تبسمت بلهفة تجيبه على الفور
انا هدير وانت عمر اللي كنت مسافر صح زي ما وصفتك خالتي جميلة بالظبط طويل وخشبك عريض ووشك جمحاوي بس هي مجالتش ان فيك عضلات 
نزلت عينيه غريزيا نحو ما تقصد ليرتفع رأسه إليها بعدها على الفور باستدراك سائلا بجدية

انتي هدير مين بت واحدة من خواتي البنتة ولا تجربي للعيلة 
لااا انا هدير جيران خالتي جميلة ما هو بيتنا في في وش بيتها على طول انا طول اليوم بحكي معاها في الشارع ولو دخلت تخدم في بيتها بخش اساعدها كمان 
كان يتطلع اليها فاغرا فاهه باندهاش وهي تسهب في الحديث ولا تعطيه حتى فرصة للتفوه بحرف حتى إذا توقفت اخيرا سألها على الفور
طب انتي جاية لمين دلوك يا هدير لو عايزة خالتك جميلة خشيلها هتلاجيها في الصالة مع الحريم 
حينما ظلت واقفة تطالعه بازبهلال هتف بحزم أجفلها
يا بت ما تخشيلها هتفضلي واجفة كدة مكانك
اا حاضر 
انتفضت تردف بها قبل ان تتحرك على الفور ذاهبة لينظر في أثرها معقبا بابتسامة على هيئتها
الله يجازيكي يا جميلة حصلت كمان للعيال الصغيرة 
في حديقة منزله وقد كان يراقبهم في هذا الوقت من الصباح وهو يطالع بعض الاوراق المهمة قبل ان يذهب متابعا لأعماله المتراكمة يضحك من قلبه على لعب فتياته الصغار بالكرة التي كان يمسك بها معتز معظم الوقت وحبيبته ايه أكبرهم واعقلهم بالنسبة اليه تطالعه مكورة شفتيها بضجر محبب يزيده تسلية قبل ان يخاطبها بمهادنة
عيل صغير يا بابا ما تخديش عليه اعتبريه زي المنتوشة دنيا اختك أهي اللي بتلعب في
الطين وبهدلت فستانها هناك دي وانت يا معتز معتز 
التف على النداء باسمه فغمز له غازي بمرح
اديهم الكورة اديهم الكورة يا واد 
قهقه بصوت عالي حينما استجاب لطلبه قبل ان يعود لابنته
ياللا يا اية خاوو بعض وانتي يا شرووج العبي يا حبيبتي معاهم وبلاها الوجفة وحطة اليد على الوسط دي 
ظل يستمتع بهذه اللحظات الصغيرة تحت أعينها وقد كانت تطل كل دقيقة من نافذة الإستراحة لتطمئن على صغيرها واندماجه مع الفتيات الصغيرات مع انتباهاها الدائم لمعاملته الحانية للأطفال عكس واجهته الخشنة دائما 
أما فتنة فقد كانت في ألاعلى بأعين متربصة توزع اهتمامها على ثلاث اتجاهات جهة زوجها والأطفال وجهة الإستراحة وهذه التي تختفي وتظهر كل ثانية تنظر من النافذة والجهة الثالثة هي في الأسفل تتحين بانتباه شديد تلك اللحظة التي ستخرج فيها مدعية الاخلاق والثقافة العالية لتلتقي بهذا العائد من غربته 
لقاء العشاق 
تمتمت بها ساخرة تختم بمصمصمة من شفتيها والشغف داخلها ېقتلها لحضور هذه اللحظة الهامة مع مواصلة الغمغمة والإستهزاء ثم الغناء
يا ترى بعض ولا هيبجى سلام باليد مع الدموع يا ربي ع القصص اللي تجنن دي ولا افلام نجلاء فتحي ومحمود ياسين في السبيعينات يا ناس علمني العوم والنبي يا احمد 
في منزل فايز 
والذي كان جالسا على كنبته الخشبية واضعا المبسم في فمه وېدخن بشرود ناظرا في نقطة ما في الفراغ مما لفت انتباه زوجته لتجاوره الجلوس وتسأله
مالك يا فايز ايه اللي شاغل عجلك
رمقها بطرف أجفانه متمتما بغيظ
وانتي مالك باللي واخد عجلي ولا شاغلني يكونش هتغيري علي كمان لا اكون بفكر في غيرك
مصمصت بشفتيها مردفة بثقة
ومغيرش ليه ان شاء الله ما يمكن تعملها صح بعد ما ورثت والفلوس خلاص هتجري في يدك مع انك لو لفيت الدنيا كلها ما هتلاجي زي مرتك حلى وجمال واهتمام 
مش تخلي بالك يا مرة انتي وتلبسي حاجة عدلة شوية عايزة عيالك يجولوا عليكي ايه
شهقت تنزل بعينيها على ما ترتديه ليخرج صوتها باستنكار
وماله اللي لبساه ان شاء الله ما انا طول عمري بلبس كدة انا واحدة مدلعة نفسي يا حبيبي وعيالي معودين مش زي الحريم المهملة اللي تلاجيها تنام بجلابية العجين ولا ريحة الطبيخ في چتتها 
طالعها بنظرة غامضة ماطا شفته على زاوية بابتسامة غير مفهومة بشكل اثار استيائها لتهتف به ساخطة
خبر ايه يا فايز انا ليه حاساك اليومين دول متغير معايا حتى بصتك مش مفهومة ايه يا ولد سکينة مرتك مبجتش تعجب ولا ايه
يووووه 
دمدم بها بتذمر لينهرها بضجر
لمي نفسك وحوشي شاطينك عني انا دماغي مونونة وطالبة معايا غباوة 
تابع وبظهر كفه التي امتدت نحوها يلطم ساعدها مرددا بفظاظة
وياللا بجى هوينا ياللا يا مرة اتحركي خليني ادخن الحجر على رواجة ياللاااا 
في الاخير اضطرت ان تنهض من جواره شاعرة بنوع من الأمتهان فهذا الأحمق يفاجئها هذه الأيام بأفعاله من بداية رفضه بيع الفدادين التي ورثها من أبيه رغم تراكم الديون عليهم ثم شروده المتواصل وفتور تعامله معها تجزم ان به شيئا ما 
أما هو فقد كان شاردا فيها ابنة عمه المتمردة المتعالية التي ظن قديما بهجرانه لها انه
 

88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 181 صفحات