الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 64 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

مع سلمى لوحدنا وهما جوى مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني وحتى لو كنت اتأكدت انى مش محترمة أيه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده انت أيه الفرق بينك وبين وليد وسلمى انتوا التلاتة أحقر من بعض
ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر
على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة 
ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمة كنت مړعوپة وكنت عماله افكر أرجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالأمان من كتر الأمان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فنبرة صوتك حسيت ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك علشان احس انى كويسة وانى فى حمايتك 
ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب
حتى لما شدتنى ليك انت عارف انا فكرت انك عاوز تتخانق معايا علشان كنت بهزر مع ولاد خالتها فى الفرح وانى مشيت معاها أتصورت انى نجحت اخاليك تظهرغيرتك عليا كنت فاكراك هتشدنى وتدينى بالقلم وتزعقلى وفى الآخر تعترفلى بحبك وفعلا اعترفت بحبك لكن وانت بتدبحنى يا يوسف مصعبتش عليك طيب بعد ما أغمى عليا وبقيت من غير اراده مصعبتش عليك 
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته 
ألتفت إليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها إليه ودموعها تنهمر فى سكون أقترب منها وحاول أن يجفف دمعها ولكنها دفعته بعيدا جلس بجوارها على الفراش قائلا 
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم وليد نفسه حس باللى جوايا
وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى أكتر واكتر يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينة وتضربتى كفك بكفه وهدومك لازقة عليكى من الميه كنت حاسس انى ممكن اقټلك واقتله عقلى طار مكنتش عارف افكر كل اللى مسيطر عليا الغيرة أحساسى انك پتخونينى فضل يكبر جوايا لحد يوم الحاډثة كنت واقفة فى الفرح مع الشباب بطريقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واضربك انت وهما فضلت ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى باستفزاز تجننينى اكتر مكنتش قادر افكر فى حاجة خالص لدرجة انى أخدت منه الحبوب دى وانا عمرى ما شربتها من غير وعى ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل كل اللى كنت عاوزه انى اطفى الڼار اللى جوايا بأى حاجة تغيبنى عن الوعى طلعت وراكوا بالعربية وانا كان كل هدفى انى أراقبك واعرف انت رايحة فين ولما كلمت البواب اټجننت اكتر لما عرفت انها شقة مفروشة ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده أكبر حاجة فكرت فيها انى أطفى النور وارعبك وبالكتير أوى اقولك اللى قلتهولك ساعتها وخلاص فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحدة واحدة حسيت انى مېت و أعصابى كلها متجمدة كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس 
[[-]]كانت تستمع له بدموعها المنهمرة على وجنتها وتشيح بوجهها بعيدا عنه وهى ضامة ساقيها كأنه فصل قلبها شطرين پسكين كلماته التى كانت تشعر بصدقها شطر يصدقه ويشعر به وشطر يكرهه ولا يجد له مبررا وكأن الشاعر عبد الله الفيصل يجلس بينهما قائلا
[[-]]على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
الفصل الثلاثون
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده ازاى
تطلقها من غير ما تقولى
[[-]]تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول 
أستغفر
الله العظيم يارب كل
ما احلها تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع 
وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده 
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم 
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما
مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت 
اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول 
أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت
سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها
طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال
اللى عاوز يقول حاجة يقولها أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها 
تفتكرى إيهاب هيسكت لما يعرف ان أخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم أنت يابنتى كده هتقوملنا حريقة فى البيت
صاحت وهى تستند إلى أقرب مقعد أمامها وهى تقول
كفاية ضغط عليا يا عمى أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا
63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 74 صفحات