السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد

انت في الصفحة 72 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

سريعا كما علمها الطبيب تهرب من نظراته المخترقة لها وكأنه يغوص بداخلها من عمق النظرات المتفحصة محتفظا بابتسامته العذبة الحانية مرت اللحظات القليلة عليها وكأنها ساعات طويلة وأخيرا انتهت وهى تقول بتلعثم
[[-]]يعنى لا كان فى نملة ولا حاجة
تتبعها ببصره وهى تلملم أشيائها وتضعها فى صيدلية صغيرة فى الغرفة أتممت تمشيط شعرها وعقصته للخلف بطوق بنفس لون ملابسها وقالت وهى تخرج من الغرفة
أنا هروح انام بقى تصبح على خير
فقال ببطء وهو ينهض متجها إليها بخطوات ضعيفة
[[-]]مريم أنت لسه بتخافى مني
أشاحت بوجهها وهى تستدير لتنصرف قائلة بخفوت
مش وقته الكلام ده أنا مرهقة وعاوزه انام
وضع يده أمامها ليمنعها من المرور وقال بحزن
أنت لسه مسامحتنيش يا مريم مش كده
قالت دون أن تنظر إليه 
أنا قلتلك قبل كده انى مسامحاك
قال بتلكأ
طب انا
راجعتك ڠصب عنك يعنى مكنتيش عايزة ترجعيلى
تابعت وهى مازالت تنظر بعيدا عنه
ده حقك اللى ربنا ادهولك أنت ممكن ترجعنى لعصمتك حتى من غير ما تقولى
حرك رأسه نفيا قائلا
بس انا مش عايزك تعملى حاجة ڠصب عنك أنا راجعتك تانى علشان حسيت انك بتحبينى وبتغيرى عليا لكن لو الأحساس ده غلط وانت مش عايزانى قوليلى
لم تستطع أن تجبه أنما اكتفت بنظرة لوم وعتاب طويلة ودفعت يده بلطف ومرت من أمامه للخارج ثم إلى غرفتها الأخرى لتنام بها جلس على طرف فراشه وهويشعر بالحيرة أهذه النظرة المعاتبة من أجل كلماتى أم من أجل أنى راجعتها رغما عنها أم ماذا ! لكن أحساسى يقول غير ذلك أشعر بنبض قلبها لا أخطىء هذه النظرة أبدا أستجيبي حبيبتى أستجيبي فأنا
وإن كنت شتاء ففى قلبى ربيع نابض لك بالأزهار 
دخلت فراشها وتدثرت جيدا وكالعادة عندما تواجهها أزمة وضعت الوسادة فوق رأسها وحاولت أن تنام لكن هيهات تشعر بالضجر الشديد
غلبهما النوم وفى الصباح كانت والدته أول من تطرق بابهم أبتسمت لها مريم مرحبة بها قالت عفاف
هو يوسف لسه نايم
مريم 
ثوانى اشوفه لحضرتك
صباح الخير
قالت على الفور وكأنها تدفع تهمة وجودها فى غرفته
صباح النور مامتك بره يلا قوم
أستنى طيب قومينى
نظرت له وقالت بعناد
أنت بقيت كويس بلاش دلع يلا قوم بقى
تصنع يوسف الضعف وهو يقول
بطلى ظلم بقى يا مفترية حرام عليكى تعالى ساعدينى
تسائلت مريم بضجر
أساعدك ازاى يعنى
قال ببراءة مصطنعة 
أمسكى أيدى بس
أستدارت مندهشة وقالت
افندم
ترك يده تسقط على الفراش بضعف قائلا
حرام عليكى انا تعبان قومينى بقى زمان ماما مضايقة بره
زمت شفتاها بحنق وقالت رافضة
طيب خاليك بقى وانا
هروح أنده مامتك تقومك بطريقتها
وخرجت سريعا وهو يهتف متوسلا
لا بلاش ماما الله يخاليكى يا مريم معندهاش هزار فى الصحيان
وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفة ووضعت أكواب الشاى أمام يوسف على الطاولة الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى الإرهاق على وجهها وهى تقول
أنت فعلا بتدلع أوى مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
نظر لها وداعبها قائلا
هو أنا عملتلك حاجة ده أنا غلبان
قالت بحنق
اه غلبان أوى عاوزنى أقومك واقعدك وافصصلك واحطلك الأكل فى بؤك واغسلك ايدك وانشفها
قال بحزن مصطنع
زهقتى مني قوام كده ده انا مريض
قالت ساخرة
اه مريض أوى شكلك كده هتخف وانا هرقد مكانك
قال بنظرة حانية
بعد الشړ عليكى يا حبيبتى خلاص مش هتعبك تانى أنا فعلا بدلع بس ببقى مبسوط وانت مهتمة بيا كده وبعدين الأكل ليه طعم تانى من أيدك
بدأت مريم بارتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر إليه نظرة جانبية وقد بدا أنه سيهم بقول شىء ما ولكنه يقاوم التردد بصعوبة لحظات صامتة منه ومترقبة منها حتى قال ببطء
مريم انا عاوز اسألك سؤال كده بس متردد
واستدرك قائلا
وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
أومأت برأسها موافقة فقال
هو
احنا لما كنا فى الجراج والدنيا ضلمة مكنتيش خاېفة مني
حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاة
واخاڤ منك ليه
أردف قائلا وهو يبتلع ريقه بشرود
يعنى بقيتى تحسى بالأمان معايا
نظرت له بجانب عينيها وقالت
أنت ليه مهتم أوى بالسؤال ده سألتهولى أكتر من مرة
زفر بحزن قائلا
لما كنا مسافرين قولتيلى وانت بتعيطى انك لما سمعتى صوتى فى الضلمة حسيتى بالأمان 
ثم الټفت إليها متابعا
نفسى ترجعى تحسى بالأمان معايا تانى
أجابته بخفوت وهى تضع عينيها فى الكوب الذى بين يديها
لو مكنتش حسيت معاك بالأمان مكنتش فضلت ماسكة فيك واحنا فى الجراج والدنيا ضلمة ومفيش حد غيرنا زى ما كنا فاكرين
تنهد بارتياح وهو ينظر
إلى الحديقة قائلا
الحمد لله دى أقصى حاجة كنت بتمناها
سمعت صوت رنين هاتفها فقالت
هروح اشوف مين
أخذت الهاتف وابعتدت عنه لتتحدث إلى عمها دون أن يسمعها فتحت الأتصال واستمعت إليه ثم أجابته قائلة
النهاردة أحسن كتير الحمد لله
[[-]]قال باهتمام
هو جانبك دلوقتى
لا فى البلكونة
قولتيله ولا لسه
أبتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
لاء لسه بصراحة يا عمى عاوزه اربيه شوية
ضحك بسعادة قائلا
يبقى ردك لعصمته تانى مش كده 
قالت مريم بحرج 
أيوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
[[-]]ضحك مرة أخرى وقال
خلاص ربيه براحتك انا موافق
دخل يوسف من الشرفة إلى الغرفة التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال وابتسامة مشاكسة مازالت عالقة بشفتيها
كنت بتكلمى مين 
قالت بعدم اهتمام
ده عمى حسين كان بيطمن عليك
[[-]]كادت أن تتركه وتخرج من الغرفة لولا أن وقف أمامها يسد عليها الطريق تلاقت عينيهما فقال بهمس
بحبك
كان يتوقع أن تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعادة كلما قالها ولكن هذه المرة وقفت تنظر إليه ثم قالت بنظرة لم يفهم معناها
من أمتى
تفاجأ بالسؤال فقال
يعنى أيه
تابعت 
يعنى بتحبنى من أمتى أحنا من ساعة ما اتقابلنا واحنا پنتخانق زى القط والفار
قال يوسف بخفوت
والله ما انا عارف من أمتى أنا فجأة كده لقيتنى بغير عليكى من كل حاجة وكان نفسى أوى تسمعى كلامى وتغيرى تصرفاتك
بدت على وجهها ملامح ساخرة وهى تقول
ليه مكلمتنيش بود وقولتلى
انك مش راضى عن تصرفاتى بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق أحيانا
أرسل تنهيدة حارة وقال بوجوم
زى ما قلتلك واحنا فى نويبع أنا عمرى ما حبيت قبلك ومكنتش عارف أعمل ايه كل اللى كنت بحس بيه انك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
أستعاد نظرته العذبة وهو يتابع 
وبعدين يا مريم انا كنت حاسس انك حاسة بيا وكنت متوقع انك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى بغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من أول مرة لكن انا لقيتك بتعاندى أكتر من الأول مش عارف ليه
نظرت له نظرة طويلة وقالت بهدوء
مكنتش متأكدة وتصرفاتك العصبية كانت مشككانى لو كنت اتعاملت بطريقة مختلفة ونصحتنى بهدوء ولمحتلى انك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك
هتشوفنى بكلمه لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفة معاهم دول ومتقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك لو كنت لما مشيت ورايا بالعربية نزلت وشدتنى قدام الناس ڠصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك صدقنى كنت هسمع كلامك وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه أنك بتغير
لكن انت كنت دايما تكتم فى نفسك وتكتفى بالتصرفات العصبية وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى انك بتأمرنى لمجرد أنى بنت عمك وبس
نظرت له مرة أخرى بنفس النظرة المبهمة قائلة
فاكر لما سألتك فى العربية واحنا راجعين من فرح
71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 74 صفحات