رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد
الى والدتها حقيبة بلاستيكية كبيرة تحتوى
على اللحم النئ بعثتها رقية اليها من ضحېة العيد
فشكرتهم سهير واخذتها ودلفت الى حجرة الطهى
وهى تتمتم قائلة ياخبر اعمل اية انا دلوقت واتصرف ازاى
انا لازم اغديهم دا اول مرة يدخل بيتنا
بس اعملهم اية الثلاجة فاضية ومش معقول هأكلهم اللحمة
ان
شالله حتى اجيب شكك لحد ما ربنا يسهل
دلفت سهير اليهم وهى تقول مبتسمة انتوا النهاردة هتتغدوا معايا
إياد معارضا لا وحياتك ياطنط احنا هنقعد شوية وهنمشى
سهير مبتسمة ودى تيجى ياجوز بنتى داانت اول مرة تشرفنا
وبعدين انا مش هسيبكوا النهاردة ولازم نقضى اليوم كلة سوا
وبعد الحاح شديد من سهير انصاع الزوجان اليها
ويتحدث الية بمرح قائلا وانت بقى ياكابتن
مرحتش لية مع باباك واخواتك
اجابة عمر بجدية لاء انا مسبش ماما تقعد لوحدها
انا الكبير لما بابا يخرج انا اقعد بدالة
فضحك إياد بسعادة ومن ثم قال ماشاء الله عليك
انت جدع اوى ياعمر برافوا عليك
وآنذاك سمع عمر صوت صياح الاطفال يستدعونة
فذهب عمر الى حيث والدتة وشقيقتة
بحجرة النوم ليستأذن بأن يذهب للتنزه مع اصدقائة
فأبت سهير الموافقة لكونة ما زال صغيرا
لكى يغادر بمفردة بدونها او بدون والدة
فدلف الى إياد ثانيتا وجلس بجوارة وهو حزين النفس غاسق العينين
وحينما وجدة إياد بتلك الحالة ابتسم الية
ومن ثم قال لة بأنة سيخرج برفقتة
وسوف يقوما الاثنان بالتنزه فشعر عمر بالسعادة
جلست سهير وابنتها يتحدثان واطمأنت سهير
على حال ابنتها ومن ثم استأذنتها لكى تذهب لتبتاع شئ ما
وتركتها بمفردها بالمنزل
وبعد قليل كان فتحى بطريق العودة الى المنزل وهو يتأفف قائلا
ياساتر ع المناظر بقى اليوم اللى اخرج فية
تحصل حاډثة وتقفل الطريق
وحينما اقترب من المنزل تركاة الصغيران
صعد فتحى الدرج وهو يتأفف على حظة العاثر
وحينما اقترب من باب الشقة استمع الى الاتى
ايوة ياحبيبى انت فين دلوقت
لسة بتتفسحوا
معلش يا إياد اصل عمر مبيخرجش
خالص واكيد فرح بالمراجيح والالعاب
تسلملى ياحبيبى متحرمش منك يارب
انا قاعدة لوحدى ماما لسة خارجة من 5 دقايق
راحت تشترى طلبات من السوق علشان تعملنا الغدا
لاء مش زهأنة وانا لوحدى انا قاعدة بنظف
البيت عقبال ما انتوا توصلوا بالسلامة
طيب ياحبيبى خللى بالك من نفسك ومن عمر
سيدنا محمد رسول الله
فضحك فتحى بتهكم حينما علم انها بمفردها الان
فأستل من جيب بنطالة شئ ما لونة داكن وقام بمضغة على الفور
ووضع المفتاح بالباب وفتحة ومن ثم دلف واغلقة ثانيتا
كانت آيات تجلس بملابس البيت وبالطبع بدون نقاب
تقوم بتنظيف منزل والدتها لحين عودتها
وبغتة وجدت يد تتلمس خصلاتها بخفوت
فشهقت بفزع وحينما شاهدتة امامها
اتسعت حدقة عينيها پذعر شديد ازدردت لعابها بصعوبة
ومن ثم تمالكت من حالها وهى تقول
اية دة انت جيت امتى وازاى تدخل علية وانا كدا
نظر اليها فتحى نظرة خبيثة ومن ثم قال
دا بيتى اجى وامشى وادخل وقت ما يعجبنى ياحلوة
ابتعدت آيات عنة لكى تجلب نقابها وملابسها
فمنعها فتحى بوضع يدية الاتنان
على جوانب باب الحجرة مانعا اياها من المغادرة
فتذمرت آيات قائلة اوعى ووسع من قدامى خلينى اجيب النقاب
فتحى بتهكم نقاب اية وبتاع اية انتى كدا آحلى
دفعتة آيات بقوة وهى تقول آحلى ف عينك وسع
وقبل ان تبتعد عنة كان يحملها
على كتفة فصړخت آيات وظلت تقاومة
دلف فتحى بها الى حجرة نومة ومن ثم القاها على الفراش
وحينما شرعت بالمغادرة بادر هو واغلق الباب بالمفتاح
ومن ثم وضع المفتاح بجيب بنطالة
ارتدت آيات للخلف وهى تشاهدة يقترب اليها بخطوات بطيئة
فتحدثت بتلبك ابعد عنى بدل ما اصوت والم عليك الناس
فوجدتة يستل من جيبة المطواة الخاصة بة والتى لا تفارقة ابدا
اقترب اليها فأرتدت هى للخلف حتى ارتطم ظهرها بالحائط
رمقها بحدة وهو يقول لو فتحتى بوئك ھقتلك ياحلوة
كل مرة كنتى بتهربى من بين ايدية المرادى انا مش هسيبك
الا لما اخد منك اللى انا عايزة ولو حكيتى لحد ھقتلك حبيب القلب
فبكت آيات بشدة
فأندفعت نحو باب الحجرة
وهى تبكى وتدفع الباب بقدميها وبقبضتيها
فجذبها فتحى من شعرها فتأوهت مټألمة
التقطت فازة متواجدة اعلى المنضددة وبغتة انهالت على رأسة بها
حتى تدفقت دمائة بشدة وهوى ارضا
وفى ذلك الوقت كان إياد عائدا ومعة عمر الصغير ووالدة زوجتة
فيبدوا وانهم تقابلا بالطريق
وحينما اقتربت سهير من المنزل ورأت صغارها يلهون بالشارع
اندهشت بشدة وعندما سألتهم على سبب رجوعهم
لم تأخذ منهم جوابا نافعا
فدلفت الى منزلها ومن ورائها إياد وظل عمر يلهو مع اشقائة بالشارع
تحدثت سهير بإندهاش ياترى اية اللى رجعهم ربنا يستر
اجابها إياد قائلا متقلقيش ياطنط يمكن ملاقوش مواصلة ولا حاجة
اصبحا الان بالدور الثانى امام الشقة
طرقت سهير عدة طرقات على باب الشقة
فما من مجيب فأندهش إياد بشدة وهو يقول
هى آيات مبتفتحش لية
آجابتة سهير قائلة يمكن خرجت الشارع تشترى حاجة
وآنذاك وجدوا آيات تفتح الباب اليهم وهى بحالة فوضة عارمة
حيث خصلاتها مبعثرة بعشوائية ووجنتيها ملطخة بظلال الجفون
والادهى من ذلك ان ملابسها ممزقة وملطخة بالډماء
ففزع كل من إياد وسهير بشدة
تسمرت سهير بمكانها
ولكن إياد اندفع الى زوجتة وسألها پذعر اية دة
مين اللى عمل فيكى كدا ودم مين دة اية اللى حصل
رمقتة آيات بعين دامية وجسدها ينتفض بقوة
ومن ثم قالت قټلتةقټلتة قبل ما يقربلى
سيحت دمة بإيدى
إياد پذعر هو مين دة
فأجابتة آيات بصوت متهدج فتحى
البارت التاسع والثلاثون
آعشق السحر المتواجد بعينيك
أعشق لون سنابل القمح المتغلغلة بخصلاتك
وحينما تفوهت آيات بأنها قټلت فتحى بيدها
شهقت سهير والقط ما بيدها مسرعة
ودلفت الى داخل الشقة بخطوات مترنحة
وعندما دلفت الى حجرة النوم
ووجدتة بتلك الحالة المزرية حيث كان يسبح
ببركة من الډماء صړخت بقوة فتجمهر الجيران
وابلغ احداهم الشرطة والتى جائت اليهم على الفور
ظل إياد مشدوها لا يقوى على التفكير
ولا الحراك فقط يحاوط زوجتة بين ذراعية
وهى تبكى وتبكى بإنهيار بدون توقف
وحينما وجدو فتحى لا زال على قيد
الحياة
تم نقلة الى المشفى على الفور
اما آيات فأخذها رجال الشرطة ليتم التحقيق معها بتلك الوقعة
ومر اليوم بأكملة بداخل قسم الشرطة
وبعد تحقيق دام لساعات طويلة واخذ اقوال الشهود
الذى كان من بينهم والد احلام صديقة آيات المټوفية
وزوجتة التى كانت دوما تراعى آيات
والذين كانوا على علم مسبق بخثة
فتحى واخفاء الامر على زوجتة
فادلوا بشهادتهم وقالوا بأنها ليست المرة الاولى
التى يتعدى فيها هذا الخسيس على ابنة زوجتة
وحينما ادلت آيات بأقوالها وقصت عليهم كل شئ
وبأنة كان يحاول التعدى عليها تحت ټهديد السلاح الابيض
أمر وكيل النائب العام بحپسها يومان احتياطيا
لحين وصول تقرير المشفى الذى يفيد بحالة المصاپ
ولكنها غادرت قسم الشرطة بصباح اليوم التالى
فعندما ذهبا رجال الشرطة ليأخذوا شهادة المصاپ
تنازل فتحى عن المحضر وأبى رفع دعوة قضائية
وظل يبكى على ما فقدة
لقد فقد بصرة كليا فيبدوا وان هذا كان عقاپة بالدنيا
وبعد ان غادرت آيات قسم الشرطة
استأذنت من
العائلة التى كانت تحاوطها بإهتمام لكى تذهب الى
فتحى لزيارتة بالمشفى فوافق الجميع فقد ان ذهب زوجها برفقتها
وبالفعل ذهبت آيات وإياد وسهير الى حيث يوجد فتحى بالمشفى
داخل مشفى حكومى
دلف كل من إياد وآيات وسهير الى غرفتة
فوجدوة معصوب الرأس
مغمض العينين وحينما شعر بوجود احدا ما معة بالحجرة
فتح عينية على الفور ولكن بدون جدوى لانة لن يري اى شئ
فتسائل فتحى پذعر مين
فأجابتة آيات قائلة انا
فعلى الفور تعرف اليها فتحدث وهو يبكى قائلا
جاية علشان تشمتى فية يا آيات
فتحدثت آيات مستفهمة لاء اعوذ بالله
انا جاية علشان اعرف انت لية اتنازلت
آجابها فتحى بحزن قائلا علشان مش عايزك تتحبسى بسببي
فتدخل إياد قائلا وهى اية اللى كان هيحبسها
هى كانت بتدافع عن شرفها اللى انت كنت عايز ت
فقاطعة فتحى قائلا بس متكملش انا مكنتش فى وعيي
فعلى الفور صړخت سهير قائلة
والمرة اللى فاتت بردو مكنتش فى وعيك
فأندهش فتحى بشدة ومن ثم قال سهير انتى هنا
فأجابتة سهير قائلة ايوة هنا ياخسارة مكنتش مفكرة
ومن ثم اردفت بتهكم داانت طول عمرك بتقول دى زى بنتى
وانا صدقتك زى الهبلة وكنت عامية عن نظراتك الساڤلة ليها
وعمرى عمرى ما تخيلت ان يكون دة تفكيرك ببنتى
فبكى فتحى قائلا سامحونى انا كنت غلطان
والشيطان كام متملك منى
سهير بحدة الشيطان دة انت اللى سلمتلة نفسك
بالهباب اللى كنت بتشربة ليل نهار
غيب عقلك وضلك حسبى الله ونعم الوكيل فيك
فتحى بصوت مخڼوق واهو ربنا انتقم منى وهعيش بقيت عمرى اعمى
سهير بحنق دا عقابك بالدنيا استنى بقى عقاپ الاخرى
واحمد ربنا انك ممتش وهتعيش بقيت عمرك اعمى
ودة تخفيض من الذنوب اللى ملتك وفاضت منك
وقبل ان يغادرا تحدثت سهير بحسم
طلقنى يافتحى وانسى ولادك وسيبنا بالمعروف
لو كنت ندمان وعايز تخفض ذنوبك ابعد عننا خالص
وسيبنا نعيش مرتاحين من غيرك
سافر عند اخواتك بالبلد ياخدو بالهم منك
واعمل حسابك ان ولادك لو سألوا عنك هقولهم انك مت
فبكى فتحى متأثرا ومن ثم قال لاء ياسهير
بلاش تتخلى عنى بالذات بعد اللى حصللى
خلينى وسطيكوا وجمب ولادى
آبت سهير الموافقة وقالت انت عايزنى اعيش معاك واخدمك
بعد اللى انت عملتة فى بنتى لاء يا فتحى انت خلاص
سقطت من نظرنا كلنا
عيش حياتك وقرب من ربنا واستغفرلة يمكن يعفوا عنك
وتوالت الايام وانقضت بخفوت على تلك العائلة
وغادر فتحى الى البلدة ليستكمل ما تبقى من عمرة
بقرب اشقائة وقبل ان يغادر انفصل عن سهير كما طلبت منة
كما تركت هذة الحاډثة آثرا جيدا على آيات
حيث ابتعد عنها ذعرها ورهبتها من منظر الډماء
واكملت حياتها بسعادة مع من تعشقة
اما عن اولاد فتحى لم يهتموا الى فقدانة
لكونة لم يكن بجوارهم يوما ولم يشعرهم بحنانة الابوى
فكل ما كان يشغلة هو ما كان يغضب الله
داخل منزل عائلة العطار
فى يوم من الايام آتاها إياد مبتسما بسعادة
وطلب منها ان تصعد معة الى اعلى حيث شقتهم الجديدة
والتى لا تعلم عنها شئ قط
فرافقتة الى اعلى وقبل ان يقترب عصب عينيها بواسطة اناملة
وعندما سألتة آيات عن السبب
برر لها فعلتة بأنة يود ان يفاجأها بما صنعة لاجلها
فأندهشت بشدة وسارت برفقتة الى ان وصلا الى باب الشقة
ازاح إياد اناملة من فوق عينيها ولكنة اصر عليها
ان تظل مغمضة الى ان يسمح لها بالنظر
فتح إياد باب الشقة ومن ثم جذبها برقة
الى ان دلف وأغلق الباب خلفة
ومن ثم اذن اليها بالابصار
فرفعت آيات نقابها الى اعلى
وفتحت آيات عينيها ورمشت بخفوت حتى تمعنت بالرؤية
اتسعت حدقة عينيها بذهول وشهقت بشدة حينما
وجدت حالها تقف بشقة مثل التى تشاهدها بالتلفاز
عند القوم ذوات الطبقات الرفيعة
رمقها إياد بحب ومن ثم قال اية رأيك ياقمرى
آيات بإنبهار مش ممكن مش معقول اية دة
احنا فين احنا لسة فى بيتنا وللا خرجنا وطلعنا عمارة تانية
فضحك إياد ومن ثم قال لاء ياعمرى احنا لسة فى عمارتنا
واحنا حاليا بالدور الخامس
اتسعت إبتسامة آيات ومن ثم قالت لالاء مش معقول
اومال فين المرسم بتاعك
احتضن إياد كف يدها ومن ثم قال
المرسم بتاعى كان اوضة من الاوض دى
وانا قفلتها واصبحت شقة كبيرة زى ماانتى شايفة هاة عجبتك
آيات بإنبهار وهى تدلف الى الحجرات لالاء دى جميلة جدا جداااا
حلوى بمعنى الكلمة يابخت اللى هيقعد فيها
آقترب إياد اليها ومن ثم قال