رواية غمزه الفهد حب بالمصادفه بقلم ياسمين هجرس
فلاحين وعمال المزرعه
الجار القريب خير من الأخ البعيد
على الجانب الآخر فى نفس الأثناء تقدم بهلع يسرع للداخل كلا من عزت وأولاده أحمد وعبدالله وغمزه
صاح عزت
يالا ياولاد كل واحد ياخد طريق يحاول يساعد فى الكارثه دى وخلى بالكم من نفسكم
پخوف رد عليه عبدالله
بلاش أنت يابابا صحتك مش هتستحمل واحنا هنا بدالك
اخلص ياعبدالله مش وقت مجادله الجار للجار يابنى
أومأ له بالموافقه واستدار يبحث عنغمزه لم يجدها صاح ينادى علىعبدالله يسأله عنها أجابه بعدم معرفته أين ذهبت قلب كفيه بحنق من تهورها توكل على الله يهرول بجوار أخيه هامسا لنفسه اللهم أنى استودعتك أختى فى أمانتك وحفظك ياالله
ترجل أحمد وعبدالله يمين ويسار يتفقدوا سكن الفلاحين وذويهم يفتشوا بين الزرع والأشجار عن الحيوانات المصابه أو الأشخاص لانقاذهم ومداوتهم
اللهم أجرنا من الڼار وعذاب الڼار
اللهم عافنا فيمن عافيت
اللهم أجرنا فى مصيبتنا
صاحت عليه بصړاخ
أنت واقف كده ليه منتظرهم هما اللي يكسروا الباب اتصرف الخيول مش هتستحمل الوقفه دى
جحظت عيناه لرؤيتها أمامه فى هذا الوسط المبعثر
أنتى تاني بتعملي أيه هنا امشي من وشي مش ناقصه جنان
يأس من فتح الباب استدار يبعد عنها أخرج وصوبه باتجاه الباب يفتحه صاح بأمر
أبعد ياهريدى وبعد الناس دى
فتحت الأبواب وهرولت الأحصنه والبهائم فزعين من هول ما عاشوه بالداخل احتلت الصدمه معالم فهد وهو يرى حصانه صخرمجروح ې وجرحه غائر بطول جسمه من رقبته لذيله
لكزته غمزه فى زراعه حانقه من صمته وصاحت بإنفعال
أنت مچنون ده مش وقت صدمتك اتصرف وخرج باقي الخيول وأنا هروح اشوف باقي المواشي
بالفعل تركته وغادرت تهرول من حظيره لأخرى تساعد الغفر والفلاحين فى إخراج البهائم نجحت فى إنقاذ الكثير والكثير ولكن أكثر ما آلامها البقره العشر التى تحتضر أمامها
بسرعه هات حاميه
صړخت به مره أخرى لتباطئه
بقولك بسرعه واقف زى الصنم ليه وأكيد في هنا جزار روح نادى عليه بسرعه
هز
الغفير رأسه بأسف قائلا
أمرك يا دكتورة
وهرول يجرى يأتى
فى حين هى أخذت تمسد على بطن البقره بشفقه على حالها وهى تنازع من شدة الألم هتفت تحدثها وكأنها انسان سيتفهم عليها
مټخافيش إن شاء الله ابنك هيبقى كويس سامحينى ڠصب عنى لو ضحيت بيكى بس عشان خاطر ابنك يعيش بدل ما أضحى بيكم أنتم الأتنين
بعد قليل أتى قائلا
أمرك يا دكتوره هي كده بټموت خلاص خساره
اللي في بطنها
بإنفعال صاحت غمزه
أنت هتقف تتكلم كتير أنت وأنا هفتح بطنها وأطلع العجل
پخوف من حدة ڠضبها أجابها بطاعه
أمرك يا دكتورة
تناول عدة الذبح من جعبته وذهب لتنفيذ أوامرها استمال بجزعه ودنى من رقبة البقره سم الله
فى نفس الأثناء حاولت إخراج وليدها
هتفت للمساعده بصړاخ
تعالي شيل معايا بسرعه
تهادى إلى مسامع فهد صوتها الصارخ تقدم نحو المكان الصادر منه الصړاخ ليصدم من فعلتها وهيئتها جاثيه بجوار البقره ووليدها
صاح بعصبيه خوفا عليها
أبعدى أنتى مش هتقدرى تشيليه
مال صوب العجل يرفعه عنها وبجواره الجزار يساعده فى انتشاله خارح رحم البقره
فى حين استقامت تبتعد عنهم لتتيح لهم فرصه التحرك بحريه فى اثناء استدارتها للوقوف انزلقت قدميها لتجثى واقعه على كفها تصطدم بنصل الملقى أرضا ليجرح كف يدها چرح غائر
خرجت منها صرخه مدويه تعلن عن شدة الوخز
أسرع لها فهد يتفقد أمرها حاول أن لكى يساعدها
لكن ظلت غمزه قابضه على كف يدها لتوقف
أردف فهد بعصبيه يصاحبها قلق
ده بيقول ان فيه چرح كبير وده مش وقت عناد وغباء
سحبت كفها عنوه وأعطته ظهرها مستديره توارى ألمها منه وهتفت وهى تغادر المكان
أنا كويسه يالا ورانا حاجات كتير أبعت حد يساعد الجزار
وخليهم يسحبوا المواشي لأبعد مكان بعيد عن الدخان تركته وفرت من أمامه
أما عنه حدق بها فى ذهول
رقيقه كالنسمه وقويه كالنمره
بريئه حساسه كالأطفال
شجاعه مقدامه كالرجال
هرول
ورائها يطالعها بحزم لم يعطيها فرصة للرفض قبض على كفها وسحب من جيب سرواله منديله الخاص ربط على جرحها يضمده جيدا ليمنع تدفق
اندهشت من جرأته معها وحدجته پغضب قطع تراشق النظرات بينهم
صوت الغفير هريدى يصيح قائلا
ألحقنا يافهد باشا أحنا مش لقين صخر الحصان بتاع جنابك
بعد قليل صدح بالأجواء صوت أبواق سيارات الأطفاء وسرينة عربة الإسعاف قام رجال الإطفاء بشد خراطيم المياه وإخماد النيران المشتعله بسكن الفلاحين والعمال القانطين بالمزرعه لادارة شؤون المصانع
عاون أحمد وعبدالله رجال الإنقاذ فى إخلاء المزرعه من الفلاحين والعمال بينما العمال الذين استطاعو الفرار من النيران وقفوا يساعدوهم فى انتشال المصابين ونقلهم لعربة الإسعاف
بدأت ألسنة النيران تنطفئ تدريجيا
ليهدئ الصړاخ إلا من صوت بكاء يأتى من الخلف هرول أحمد يستطلع الأمر ليشاهد سعد وعزت يحاولان دفع باب مازال على وضعه الڼار به مشتعله
صاح أحمد ينادى عبدالله
الحق يا عبدالله في صوت أطفال بټعيط وست بتصرخ جاي من هناك وأبوك والحج سعد بيحاولوا يفتحوا الباب ومش عارفين
هرول له عبدالله وهتف بفزع
آه فعلا تعالى نساعدهم الباب مولع
صاح أحمد ليجذب انتباهم
أبعدوا أنتوا أنا هنط من الشباك وهحاول افتحه من جوه
أومأوا له بالموافقه وبقوى منهكه وقفوا ينتظروه لاحظ عبدالله علامات الإرهاق والاجهاد على والده أخذ بيده يريحه على أقرب جذع شجره وعمل بالمثل مع سعد
بقلق على حالتهم الصحيه هتف أحمد
يابابا أنت عملت اللى عليك انت وعمى سعد روحوا والبركه فى الشباب هيكملوا الباقى وهى خلاص تعتبر الڼار اتخمدت وقدرنا نسيطر عليها
أومأ له سعد قائلا
اسمع كلام ابنك ياعزت أنت تعبت معايا من بدرى أنت نفسك راح بسبب الدخان وأنا هطمن على العيله المصابه دى وهروح أشوف الحج عبدالجواد عشان أطمنه ميقلقش
بأنفاس متقطعه عقب عزت
مفيش تعب ياسعد أحنا عشرة من زمان أخوات وأصحاب ياأبوفهد ربنا يواسيكم فى مصابكم قدر ولطف ياخويا وأن شاء الله تعرفوا أيه السبب دى أول مره تحصل حاجه زى كده بالبلد
زفر سعد بتعب
أكيد أخوات ياصاحبي ربنا يديم بنا المعروف ربنا يسهل والدنيا تهدى وهعرف أيه السبب ورا ده كله
فى نفس الأثناء قفز أحمد من الشباك وبعد عدة محاولات لتجنب الڼار نجح فى إمساك مقبض الباب وفتحه ليهرول له عبدالله يأخذ منه الأطفال
بينما الأم كانت تحتضن نفسها خجلا انتبه أحمد للأمر ليلقى نظره على المكان وجد غطاء فى زاوية الغرفه لم تمسسه الڼار بعد غض بصره وألقاه عليها تمسكت به المرأه جيدا لينتشلها أحمد من أرضها يساعدها أن تهرول للخارج قبل اڼهيار الغرفه بالكامل
تنفسوا براحه بعد إنقاذ ما يمكن إنقاذه تهادوا فى خطوتهم نتيجة إرهاقهم وفى طريقهم تقابلوا مع الحاج الراوى والحجه راضيه يرتسم على محياهم الحزن والضيق بسبب ما حدث
صدح بتعب الحج الراوى
وصلتوا لفين ياسعد يابنى
بنبره