رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
تأبه
لاه يا نادية موحشنيش عشان انا كل يوم بكلمه فيديو لو تفتكري وبخلي سته سکينة كمان تشوفه في التلفون وتكلمه دا غير ان باجي بنفسي اشوفه كل اسبوع
هذه المرة شكل رد المرأة لها صدمة بالفعل حتى اطرقت رأسها تود الفرار من مكان غير مرحب بوجودها فيه يبدوا ان سليمة قد فهمت عليها فتابعت موضحة لها
يا بتي افهميني
واجهتها سائلة
اتبعك في ايه طيب اكتر من كدة ما انا بنفذ كل اللي بتجولي عليه جات يعني على زيارة النهاردة ما البيت هادي اها لا عيسى ولا سند ولا حتى عماتي جاعدين
طالعتها باستفهام سائلة
امال في إيه تاني كمان
ابتسامة جانبية ساخرة ارتسمت على ثغر سليمة خالية من أي مرح بغموض غلف صفحة وجهها زاد من حيرة الأخرى وقد يأست من الرد على سؤالها لتجفل على تبدل ملامحها بحدة تطل من عينيها نحو هذا الذي دلف اليهم
مسالخير يا جدة ما شاء الله دا معتز باشا مشرف النهاردة كمان
شوفت يا مالك الباشا نور بيته النهاردة مع امه كمان
سمع منها وانتقلت عينيه نحو الكنبة التي جلست عليها الاثنتان
ايوة ما انا خدت بالي اها ازيك يا نادية دا فعلا البيت رجع ينور بوجودكم انتي سبتيه ليه بس
ردت بسذاجة غافلة عن امتقاع وجه الأخرى بجوارها
الله يبارك فيك يا مالك انا نفسي والله ارجع لشجتي من تاني بس الظروف بجى
سألها فردت سليمة تسبقها
ظروف شخصية أخوها هو منعها من الجية هنا مش عايزاها تبجى طرف في اي مشكلة ما انت عارف العرايك هنا في البيت مبتخلصش
عرايك ايه تاني
همست بها سائلة قبل ان تزجرها سليمة بنظرة غاضبة اخرصتها متمتمة بصوت بالكاد خرج من بين شفاهاها
اسكتي خلاص متكلميش تاني
ابتلعت تنصاع للأمر وشعور بعدم الارتياح يستبد بها توتر في الاجواء لا تعلم سببا وجيها له المرأة التي تعدها بمثابة والدتها تصدمها اليوم بتعاملها الجاف معها ثم هيئتها الان وقد صرفت نفسها عن الانتباه لها لتركز مع هذا الفتى شقيق زوجها الراحل والذي صار يداعب صغيرها في حجر جدته وكأنها تراقبه وتترصد أفعاله لا تدري لما هذا الارتياب
حينما استيقظت في الثانية صباحا على صوت المنبه الذي تفعله يوميا من اجل قيام الليل وقراءة القرآن حتى تلحق بصلاة الفجر
فضلت سليمة قبل القيام بكل ذلك ان تهبط الطابق السفلي من أجل الاطمئنان على زوجة عمها سکينة اولا فهذا الأمر تفعله منذ مرض المرأة ورحيل ابناءها واولادهم للبلاد التي يقطنون بها
ركضت تنظر منها للخارج ولكنها لم ترى شيئا على الإطلاق بحثت بعيناها يمينا ويسارا ولم تجد شيئا حتى عادت تتأمل المحتويات القديمة المهجورة وقد تأكدت لأثر العبث ببعض الاشياء التي تحركت من مكانها وصل صوت نباح احد الكلاب في الشارع لتركض نحو النافذة مرة أخرى فترى شبح الجسد النحيف قبل ان يختفي في الشارع الاخر ولكنها عرفته عرفته من ظهره ومع ذلك لن تخبر احد تشعر بقرب اكتشاف الحقيقية لقد اقترب الوقت
يتبع
الفصل الثلاثون
راجع من فين يا غالي
هتف سائلا له فور ان حطت قدميه داخل المنزل عائدا من الخارج ليرمقه الاخر باندهاش لم يخلو من الاستنكار برده
ومن امتى السؤال وايه لازمته اساسا وانا راجع على بداية المسا متأخرتش يعني
صاح فايز يستقبله بسخطه مرددا
متأخرتش يا حبيبي بس انت اساسا بجيت مش مفهوم عامل زي الديب الصحراوي بتلف وتدور ولا حد عارفلك مركز ياد رايح جاي على بيت جدك ليه ايه ليك هناك عشان تتحفهم يوماتي بطلتك البهية
ليا جدتي
تمتم بها بثبات ليتخطاه بعدم اكتراث حتى جلس بأريحية على الاريكة يجيبه بمراواغة واضحة
بروح أطل على جدتي الغالية لتكون عايزة حاجة ولا محتاجة أي شي هي صلة الرحم بجيت حاجة عفشة دلوكت يا بوي
صاح فايز بانفعال جعله بميل